امرأة من ماريلاند تحصل على الشهادة الجامعية بعد يوم من عيد ميلادها الـ82

امرأة من ماريلاند تحصل على الشهادة الجامعية بعد يوم من عيد ميلادها الـ82
ماي بيل

بعض الأحلام قد تؤجل لكنها أبدًا لا تنسى، هي تلك التي يحملها الطامحون في صندوق قلوبهم فلا تذبل بمرور الأعوام، يلتحقون لأجلها بالجامعات ولو كانوا على الجهة الأقرب لفراش الموت، فقط للحصول على درجة البكالوريوس، وربما أكثر في المجال الذي طالما تمنوه.

الواقع أثبت عكس ما يظنه البعض من أن محاولة التعلم في مراحل متأخرة من العمر، هي محاولة خاسرة، الحقيقة يوجد العديد من قصص النجاح المدهشة لمسنين تعدوا حاجز الثمانين من العمر وأمتعونا بقصص نجاحهم حتى الآن.

هذا ما أثبتته امرأة في الثانية والثمانين من عمرها تُدعى "ماي بيل"، نجحت في التخرج من الجامعة والحصول على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، في ولاية ميريلاند الأمريكية.

وأفادت تقارير إعلامية، بأن ماي حققت حلمها بالسير على المسرح لقبول شهادة التخرج من جامعة ميريلاند، بعد أن قررت العودة للدراسة في أواخر السبعينيات من عمرها، فحظيت بمسيرة مهنية طويلة كممرضة، لكنها قررت العودة إلى الجامعة لدراسة إدارة الأعمال، كوسيلة لمساعدتها في تنمية أعمالها الخاصة بمجال تنظيم الفعاليات.

وعن السبب الذي دفع ماي للعمل في مجال تنظيم الفعاليات بعد مسيرة طويلة بمجال التمريض، قالت ماي لمحطة "WJLATV" التابعة لشبكة "إيه بي سي" نيوز الأمريكية، إنها "حظيت بالكثير من الدعم والثناء على جهودها في تنظيم الفعاليات، أثناء عملها في مراكز وزارة الصحة والخدمات الإنسانية للرعاية الطبية".

وتابعت: "اعتقد المشرفون أن لدي شيئا مميزا، عندما كنت أعمل في مراكز خدمات الصحة قمت بتنظيم بعض الأحداث الكبيرة وقد أعجب الجميع بها، لذلك بدأت في تنسيق مؤتمرات تكنولوجيا المعلومات الخاصة بهم".

وذكرت قناة WJLA-TV أن ماي بيل، من مواليد واشنطن العاصمة، وعاشت في كولومبيا لأكثر من 4 عقود، وحصلت على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال لمساعدتها في التخطيط للأعمال التجارية.

تمت المهمة

وفي تصريحات لها لقناة WRC-TV قالت ماي: "إن ما أشعر به هو الحماس والسعادة والنشاط، كل الأشياء الإيجابية التي يمكنك قولها عندما تنجز مهمة تمت المهمة".

وكانت ماي ناشطة في ماريلاند لما يقرب من 50 عامًا، ففي "مارس" 2016 أدخلت ماي إلى قاعة مشاهير نساء مقاطعة هوارد وحصلت بعد 6 أشهر على جائزة Associated Black Charities’s 2016 Women on the Move، وفقًا لما أفادت به صحيفة The Baltimore Sun في 3 مارس من نفس العام.

وفي عام 2012، حصلت على جائزة Howard County Lifetime Achievement، وفي نفس العام كانت متطوعة في Howard County في حملة إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما، حسبما ذكرت The Sun في عام 2012.

في عام 1994، أنشأت بيل مشروعها الخاص في تخطيط الأحداث، In Grand Style، وبدأت العمل للحصول على درجة الزمالة في إدارة الأعمال في Howard Community College، حسبما ذكرت المحطة التلفزيونية.

قررت بيل التسجيل في UMGC والعمل للحصول على درجة البكالوريوس، مع أخذ الأمور ببطء من خلال التسجيل في فصل دراسي واحد في كل مرة.

وأضافت بيل لـ WJLA: "أردت أن أتأكد من أن لدي الوقت الكافي أخصصه لحضوره، كنت مثل السلحفاة، لكن بالتأني تنال مبتغاك".

ونصحت بيل  الشباب من خلال المحطة التلفزيون قائلة: "لا تسمح أبدًا للناس بردعك، لأن الناس يريدون دائمًا إخبارك بما يجب عليك فعله، وكيف تفعل ومتى تفعل لكن عليك أن تفعل ما تريده فقط".

المشاهير يحتفون ويهنئون

احتفاءً بما أنجزته ماي، غردت جامعة ميريلاند عبر "تويتر"، باللغة الإنجليزية: "تخرجت ماي بيل من #UMGC اليوم في عمر 82 عامًا، صرحت ماي بأن كل شخص لديه رحلة  في الحياة، نحن سعداء وفخورون بأننا قد نكون جزءًا من رحلتك، تهانينا".

 

وفي تغريدة لها على حسابها الشخصي، عبرت الصحفية كيتي بارلو عن سعادتها قائلة: "هل أنت مستعد لبعض الفرح، تبلغ ماي بيل 82 عامًا، وقد تخرجت للتو من الحرم الجامعي العالمي بجامعة ميريلاند بدرجة في إدارة الأعمال. 

  وقال مذيع فوكس نيوز جوش رو: "إن ماي بيل احتفلت بعيد ميلادها الـ82 في 17 مايو، ثم حضرت تخرجها من الكلية من الحرم الجامعي العالمي بجامعة ميريلاند في اليوم التالي.. مشت على خشبة المسرح لتلقي شهادتها".

ماي ليست الأولى

الأمر على ندرته وصعوبته ليس بمستحيل وسبق وتكرر، فسبق وأصبحت سيدة تبلغ من العمر "91 عاماً" أكبر شخص سناً يتخرج من الجامعة في تايلاند، حيث تسلمت درجة البكالوريوس من الملك ماها فاجيرالونجكورن، وسافرت كيملون جيناكول بصحبة أسرتها لمسافة تتجاوز 700 كيلومتر من إقليم فاياو في شمال البلاد إلى جامعة سوكوثاي ثاماثيرات المفتوحة، بالقرب من بانكوك، لتسلم درجة البكالوريوس في علم البيئة البشرية.

 وقالت حينها "كيملون" لمحطة "بي بي أس" التايلاندية التلفزيونية: لقد كان حلمي دائماً أن أكمل دراستي، لافتة إلى أنها أنهت دراستها الثانوية، ولكن لم تستطع استكمال تعليمها في ذلك الوقت، لأنه لم يكن باستطاعة أسرتها تحمل تكاليف الدراسة.

وأضافت، عندما كنت صغيرة، كنت أحصل على درجات جيدة، وكنت أستمتع دائماً بالقراءة حتى إنني قمت بشراء كتب لتعليم نفسي لكي أستطيع مساعدة أبنائي في أداء واجباتهم المنزلية. 

وأشارت كيملون إلى أن ما حمسها لاستكمال دراستها الرسمية عام 2011 هو حصول أبنائها وأحفادها على شهادات جامعية، والتحاقهم بوظائف جيدة، مضيفة: يمكن الدراسة في أي وقت، ولا يمكن القول أبداً إن وقت الدراسة قد فات، متابعة: لم أتلقَّ أي معاملة خاصة فيما يتعلق بالتقييم، وفي حقيقة الأمر، إنها رسبت في نصف مواد الدراسة، واضطرت لإعادة الامتحانات عدة مرات. 

ومن النماذج الإيجابية المشابهة ما أنجزته السعودية صالحة عسيري، والتي ارتدت زي التخرج من جامعة الملك خالد في تخصص الإعلام والاتصال، ليتحقق حلمها في مرافقة ابنتها "مرام آل مناع" التي تخرجت من قسم إدارة الأعمال بكلية العلوم الإدارية والمالية، لتكون الأم وابنتها في مسيرة حفل التخرج جنبا إلى جنب، وتمنت بعد هذا الكفاح أن تجد لها وظيفة تستطيع من خلالها إعالة أبنائها كونها الحاضنة الوحيدة لهم وهي المسؤولة عن شؤونهم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية